. تَقليدٌ قديمٌ.. جديدٌ!
تَوطئةٌ:-
الهَديةُ هي ما يُقَدَّمُ مِن شخصٍ أو عِدّةِ أشخاصٍ إلى آخر، اِحتفاءً بمناسبةٍ معينةٍ، و بشكلٍ طَوعيٍّ، دون مقابلٍ.
وَ هي لغةٌ- بحدِّ ذاتها- وَ فنٌ و ثقافةٌ!
وَ لدقَّةِ وَ اختصارِ تعريفِ (الهديةِ)
نُثَبِّتُ الآتي:-
هي:- كلمةٌ، ابتسامة، تحية، أُمنية، حِلْيَةٌ، زهرة، لوحة، قصيدة، عِطْرٌ، خَيْلٌ، كتاب، كِساءٌ، طعام... إلخ.
و هي شيءٌ معنويٌّ أو رمزيٌّ أكثرَ مِمّا هو ماديٌّ!
و هي تعبيرٌ نبيلٌ، سامٍ.. تَحملُ أشواقًا و عرفانًا لِمَنْ تُهدَىٰ لهُ. وَ انتقاؤُها يَعكسُ مقدارَ نسبةِ الحُبِّ وَ الأهتمامِ.
و لِلشعوبِ- على مَرِّ التأريخِ- فنونٌ في طرقِ اختيارِ و تقديمِ الهَدايا، بحيث باتتْ جزءًا مِن منظومةِ التعاملِ و التفاعلِ الأنسانيِّ، و تقليدًا و ثقافةً، يتطورُ بتطوّرِ الشعوبِ، و يَتغيرُ بتغيّرِ الزمانِ و المكانِ و المناسبةِ.
فالجنائنُ المعلقةُ في بابلَ-مثلًا-، و الاهراماتُ في مصرَ، و الذهبُ و الأحجارُ الكريمةُ، و هدايا الصِّينيّين، يَدويَّةُ الصّنعِ، و تنسيقُ الأزهارِ في أُوربا و غيرها... ما هي إلّا أنواعٌ مِنَ الهَدايا.
هَدَايا النّاسِ بَعضِهم لِبعضِ
تُوَلِّدُ في قلُوبِهم الوِصالا
هكذا قالَ:- (ابو العتاهية)!
أصْلُ المَوضُوعِ:-
" لَيسَ لَديَّ سِوَىٰ حرُوفٍ أقدِّمُها لَكِ، كَهديَّةٍ مُتواضٍعَةٍ..."
اِسْتَوقَفَني نَصٌّ لِكاتبتِهِ(ناهدُ بدران)، وَجدْتُ فيهِ صِدقَ الحرفِ المُنَمَّقِ بمشاعرِ المَحبَّةِ و الوِدِّ لِصديقتِها (لينا بو عطية) لمناسبةِ عيدِ ميلادِها، الذي عَلَّقَتْ عليهِ الكاتبةُ، بالجملةِ في أعلاه.
أَودُّ أنْ أضيفَ لهُ.. هذا التعليقَ المُتواضعَ.
النَصُّ:- بِلا عنوان- كهدية.
الكاتبةُ:- ناهد بدران/ سوريا.
المصدرُ:- منتدىٰ.. توديـــا الأدبي.
التعليقُ:- صاحب ساچت/ العراق.
النَصُّ هوَ:-
شَمسُ الصّباحِ أشرقَتْ مُتزلّفةً
تَزفُّ يومًا ناصعًا نَثَرَ الصّفا
أيقونةٌ كَمْ أيقظتْ حروفُها
فوقَ الرُّبَىٰ حُلمًا.. يَفيضُ تَعفُّفا
و تَميسُ فراشةً تَحلمُ في بَثِّ
السَّلامِ على السّطورِ المُرْهَفَة
حروفُها تَسقي ديارًا أجدبَتْ
و رحيقُها شَهدٌ سَمَا بالمعرفة
لي في مرايا العَينِ ألفُ نبوءةٍ
في نَظمِ حَرفٍ وَ.. عَساني مُنصِفَة!
(ناهد بدران/ سوريا)
مِنَ البَدَهِي... الشّمسُ تشرقُ دائمًا كُلَّ صباحٍ على أهلِ الأرضِ، فَلا غَرابةَ في ذلك طالما - هي- تَجري بِحسابٍ و بمنازلَ و بآجالٍ دقيقةٍ...
(و الشّمسُ و القمرُبِحسبان) الرحمن/٥
فلولاها لَما زالتِ الظلمةُ، و هي - مع القمرِ- مِنَ النّعمِ الإلٰهيِّةِ، كمالُ نفعِهما في حركتِهما بحسابٍ لا يتغيرُ، معلومٍ للخلقِ، لأجلِ الزراعةِ و معرفةِ تعاقبِ الفصولِ. و هُما مُسخَّرانِ في الكونِ، يَسيران و يَتعاقبان، لا يَقِرّان في ليلٍ أو نهارٍ (و سخّرَ لكم الشّمسَ و القمرَ دائِبَين...) ابراهيم/ ٣٣.
هُنا النّصُّ- موضوعُ التعليقِ- اِبتدأَ
بِلَفتَةٍ طَيّبةٍ و ذكيةٍ، مَفادُها:-
أنَّ يومًا أشرقَ، عنوانُهُ ميلادٌ جديدٌ، يَنثرُ الخيرَ و الأملَ فوقَ الرَّوابي، و مَعَ جداولَ تَفيضُ بالبشرى، و العَفافِ!
ما أجملَها مِنْ اِلْتِفاتةٍ و عنايَةٍ في تصويرِ شروقِ الشمسِ و ازاحةِ ظلمةِ سنةٍ مضتْ، و عامٍ قابلٍ!
هذا العامُ الجديدُ من العمرِ المديدِ...
كالفراشةِ و هي تَتَنقّلُ بينَ الزهورِ المتفتحةِ تَوًّا، لولاها لَما صارَ ثمرًا، و لا أمانًا، على سطورِ الدَّهرِ، و قرأناها...
بالأحرَى:- جَنَيْنا ثمرَها لاحقًا!
خاصةً و ان حروفَها كفيلةٌ بِسَقي ديارٍ
أجدبتْ و ظَمأتْ للمعرفةِ!
هلْ هذا يَكفي؟
أقولُها دونَ تَردّدٍ... نَعمْ!
لقد وصلتْ هديةُ المُهْدِي إلىٰ المُهْدَىٰ لهُ! بكُلِّ أريحيةِ الإخلاصٍ و الوفاءِ لرابطةِ الصّداقةِ بينهما، و ذلك - لَعَمْرِي-
أسمَى آياتِ التّواصلِ الإنساني، و أكثرُها تعبيرًا و تقديرًا.. رمزيًّا، على الرّغمِ مِن أنَّ " مرايا العينِ " تَحتفظُ بآلافِ الصُّورِ و النبوءاتِ، تَرجو لو أنّها أنْصفَتْها عَبْرَ تكثيفِ أحاسيسها في قالبٍ لغويٍّ، الهدفُ منهُ.. الإحتفاءُ بمناسبةٍ عزيزةٍ...
بُورِكَتِ الهَديَّةُ، وَ مُرسلَتُها...
و عامٌ سعيدٌ مُكَلَّلٌ بالتوفيقِ للصَّديقَةِ.
مَعَ أطيبِ التحياتِ.