الاثنين، 14 سبتمبر 2020

تقليد قديم جديدا بقلم // صاحب ساجت

.          تَقليدٌ قديمٌ.. جديدٌ!
   تَوطئةٌ:-
   الهَديةُ هي ما يُقَدَّمُ مِن شخصٍ أو عِدّةِ أشخاصٍ إلى آخر، اِحتفاءً بمناسبةٍ معينةٍ، و بشكلٍ طَوعيٍّ، دون مقابلٍ.
وَ هي لغةٌ- بحدِّ ذاتها- وَ فنٌ و ثقافةٌ!
وَ لدقَّةِ وَ اختصارِ تعريفِ (الهديةِ)
نُثَبِّتُ الآتي:-
هي:- كلمةٌ، ابتسامة، تحية، أُمنية، حِلْيَةٌ، زهرة، لوحة، قصيدة، عِطْرٌ، خَيْلٌ، كتاب، كِساءٌ، طعام... إلخ.
و هي شيءٌ معنويٌّ أو رمزيٌّ أكثرَ مِمّا هو ماديٌّ!
و هي تعبيرٌ نبيلٌ، سامٍ.. تَحملُ أشواقًا و عرفانًا لِمَنْ تُهدَىٰ لهُ. وَ انتقاؤُها يَعكسُ مقدارَ نسبةِ الحُبِّ وَ الأهتمامِ.
و لِلشعوبِ- على مَرِّ التأريخِ- فنونٌ في طرقِ اختيارِ و تقديمِ الهَدايا، بحيث باتتْ جزءًا مِن منظومةِ التعاملِ و التفاعلِ الأنسانيِّ، و تقليدًا و ثقافةً، يتطورُ بتطوّرِ الشعوبِ، و يَتغيرُ بتغيّرِ الزمانِ و المكانِ و المناسبةِ.
فالجنائنُ المعلقةُ في بابلَ-مثلًا-، و الاهراماتُ في مصرَ، و الذهبُ و الأحجارُ الكريمةُ، و هدايا الصِّينيّين، يَدويَّةُ الصّنعِ، و تنسيقُ الأزهارِ في أُوربا و غيرها... ما هي إلّا أنواعٌ مِنَ الهَدايا.
هَدَايا النّاسِ بَعضِهم لِبعضِ
           تُوَلِّدُ في قلُوبِهم الوِصالا
هكذا قالَ:- (ابو العتاهية)!
أصْلُ المَوضُوعِ:-
  " لَيسَ لَديَّ سِوَىٰ حرُوفٍ أقدِّمُها لَكِ، كَهديَّةٍ مُتواضٍعَةٍ..."
اِسْتَوقَفَني نَصٌّ لِكاتبتِهِ(ناهدُ بدران)، وَجدْتُ فيهِ صِدقَ الحرفِ المُنَمَّقِ بمشاعرِ المَحبَّةِ و الوِدِّ لِصديقتِها (لينا بو عطية) لمناسبةِ عيدِ ميلادِها، الذي عَلَّقَتْ عليهِ الكاتبةُ، بالجملةِ في أعلاه.
أَودُّ أنْ أضيفَ لهُ.. هذا التعليقَ المُتواضعَ.
 النَصُّ:- بِلا عنوان- كهدية.
الكاتبةُ:- ناهد بدران/ سوريا.
المصدرُ:- منتدىٰ.. توديـــا الأدبي. 
التعليقُ:- صاحب ساچت/ العراق.
النَصُّ هوَ:-
شَمسُ الصّباحِ  أشرقَتْ   مُتزلّفةً 
تَزفُّ  يومًا   ناصعًا   نَثَرَ   الصّفا
أيقونةٌ  كَمْ أيقظتْ حروفُها
فوقَ  الرُّبَىٰ  حُلمًا.. يَفيضُ    تَعفُّفا
و تَميسُ فراشةً تَحلمُ في بَثِّ    
السَّلامِ على السّطورِ   المُرْهَفَة
حروفُها   تَسقي   ديارًا   أجدبَتْ
و رحيقُها    شَهدٌ   سَمَا   بالمعرفة
لي في  مرايا  العَينِ  ألفُ   نبوءةٍ
في نَظمِ حَرفٍ وَ.. عَساني مُنصِفَة!
       (ناهد بدران/ سوريا)
   مِنَ البَدَهِي... الشّمسُ تشرقُ دائمًا كُلَّ صباحٍ على أهلِ الأرضِ، فَلا غَرابةَ في ذلك طالما - هي- تَجري بِحسابٍ و بمنازلَ و بآجالٍ دقيقةٍ...
(و الشّمسُ و القمرُبِحسبان) الرحمن/٥
فلولاها لَما زالتِ الظلمةُ، و هي - مع القمرِ- مِنَ النّعمِ الإلٰهيِّةِ، كمالُ نفعِهما في حركتِهما بحسابٍ لا يتغيرُ، معلومٍ للخلقِ، لأجلِ الزراعةِ و معرفةِ تعاقبِ الفصولِ. و هُما مُسخَّرانِ في الكونِ، يَسيران و يَتعاقبان، لا يَقِرّان في ليلٍ أو نهارٍ (و سخّرَ لكم الشّمسَ و القمرَ دائِبَين...) ابراهيم/ ٣٣.
    هُنا النّصُّ- موضوعُ التعليقِ- اِبتدأَ
بِلَفتَةٍ طَيّبةٍ و ذكيةٍ، مَفادُها:-
أنَّ يومًا أشرقَ، عنوانُهُ ميلادٌ جديدٌ، يَنثرُ الخيرَ و الأملَ فوقَ الرَّوابي، و مَعَ جداولَ تَفيضُ بالبشرى، و العَفافِ!
ما أجملَها مِنْ اِلْتِفاتةٍ و عنايَةٍ في تصويرِ شروقِ الشمسِ و ازاحةِ ظلمةِ سنةٍ مضتْ، و عامٍ قابلٍ!
هذا العامُ الجديدُ من العمرِ المديدِ...
 كالفراشةِ و هي تَتَنقّلُ بينَ الزهورِ المتفتحةِ تَوًّا،  لولاها لَما صارَ ثمرًا، و لا أمانًا، على سطورِ الدَّهرِ، و قرأناها...
بالأحرَى:- جَنَيْنا ثمرَها لاحقًا!
خاصةً و ان حروفَها كفيلةٌ بِسَقي ديارٍ
أجدبتْ و ظَمأتْ للمعرفةِ!
     هلْ هذا يَكفي؟
أقولُها دونَ تَردّدٍ... نَعمْ!
لقد وصلتْ هديةُ المُهْدِي إلىٰ المُهْدَىٰ لهُ! بكُلِّ أريحيةِ الإخلاصٍ و الوفاءِ لرابطةِ الصّداقةِ بينهما، و ذلك - لَعَمْرِي-
أسمَى آياتِ التّواصلِ الإنساني، و أكثرُها تعبيرًا و تقديرًا.. رمزيًّا، على الرّغمِ مِن أنَّ " مرايا العينِ " تَحتفظُ بآلافِ الصُّورِ و النبوءاتِ،  تَرجو لو أنّها أنْصفَتْها عَبْرَ تكثيفِ أحاسيسها في قالبٍ لغويٍّ، الهدفُ منهُ.. الإحتفاءُ بمناسبةٍ عزيزةٍ...
       بُورِكَتِ الهَديَّةُ، وَ مُرسلَتُها...
 و عامٌ سعيدٌ مُكَلَّلٌ بالتوفيقِ للصَّديقَةِ. 
            مَعَ أطيبِ التحياتِ.
         (صاحب ساچت/العراق)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التماس بقلم // صاحب ساجت

.              (إِلْتِماسٌ) يا سَطْوَةَ ٱلنَّفسِ؛ عَلىٰ أَهْلِها... أَنَا ٱلآنَ حُرٌّ، عَتِيقٌ، مُتَفَلِّتٌ مِنْ رِبْقِكِ لِفَضاءٍ آخَرٍ... ...