ليلة بلا قمر
اليوم سعادتي لا توصف، وأنت بجانبي..أكاد لا أصدق أنه أفرج عنك وأن هذا السقف يجمعنا أنا وانت فقط..
ولكنني يا عزيزي امرأة غيور.. عرفت من عينيك ومن أوراقك القديمة أنك تخونني مع امرأة أخرى..هي أجمل وأثرى.. عيناك تفضحانك..لا تنكر..مازلت تحبها رغم أنها لم تفعل لأجلك شيئا..وبدأت أنا أكرهها رغم أني رددت في الإلتماسات كلها"ليحيا هذا الوطن" كلمة ليست من قلبي..لكنها ثمن لحريتك..
هذا السقف رائع وهو يجمعنا..ولكن السماء أروع ..فلنصعد إلى سطح المنزل فالقمر سيكتمل الليلة..سيكون منظره جميلا جدا..فمن مذكراتك عرفت عشقك للقمر ليلة اكتماله..وسعادتي ستكتمل عندما تعدني بحق حسن هذا البدر ألا تعود لنضالك المزعوم أبدا.. فأنا أخاف أن تتحول مثل زميلك رجلا للعنف وصقرا من الصقور..
أخاف ألا يروقك البدر ذات يوم عندما تتحجر أحاسيسك..أخاف أشياء كثيرة أظنها ستحدث..ولكن..
تبددت مخاوفي الآن بعد أن وعدتني، فهذا القمر هو نقطة ضعفك الوحيدة..
أنا سعيدة جدا هذه الأيام عندما أودعك كل صباح وأستقبلك عند المساء باسمة،مرحة وأحاول أن أجعلك لي وحدي..أحاول أن أبدد صورة تلك المرأة الجميلة الثرية التي ترتسم بمرايا عينيك..وبدا لي أنني بدأت أنجح ،وحين سألتك : أتحبني؟
أجبتني:
-أحب هذا الوطن..وأحبك.
أنا ماعدت أحب هذا الوطن،ماعدت أسمح أن ينتزعك مني،أن يشاركني حبك فتحبه قبلي وبعدي وأثناء الحب.. تعبت! ألاأستحق التضحية مثله؟ دع عنك هذا الوطن..إن السياسة لعبة قذرة..!وسخة..وأنت منذ سنوات عرفتك شاعرا تكتب قصائد حب وتؤمن أن أغلى الهدايا كلمة حلوة ووردة لم تتفتح بعد.. السياسة ليست للشعراء السياسة لمن يتقن فن المراوغة والتمثيل..هي رداء للمتسلقين فقط كرئيس حركتك والآخرين..هم كثيرون ولكنهم يختبؤون وراءك..
أنت وعدتني أن لا تعود وكان القمر شاهدا حين عاهدتني..ومن يخلف وعده لا قيمة له وإن سامحتك فالقمر لن يغفر لك ..دع عنك اجتماعاتك ومكالماتك وتصريحاتك وبياناتك وأسفارك التي لا تنتهي..
أكنت تعلم أنني أثناء سفرك اختطفوني واستجوبوني وكانوا يلقون نفس السؤال:
-أين ذهب..
كنت أقول لهم إنك تخونني مع امرأة أخرى كانوا يضحكون..لا أحد يصدقني..ثم يطلقون سراحي..كانو يهتفون بحياة هذا الوطن مثلك لكنهم لا يرغبون أن تنافسهم حبهم هذا...
سمعت أحدهم يعلق قائلا:
-تظنه يخونها وحدها يا للمجرم..
أأقسم لك أني أصبحت أكره هذا الوطن أكثر مما مضى؟..
لا داعي..أنت تعلم أكثر مني ،فعندما تكلمني ولاأسمعك.. وعندما تقترب مني ولا أستجيب لك، وعندما تلمسني فيقشعر بدني منك ، ليس لأنني لم أعد أحبك ،بل لأن هناك شيئا بدأت أكتشفه فيك من لحظة سماعي لتعليق ذلك الرجل عنك .. رائحة قذرة شممتها فيك.. رائحة الخيانة؟ ..ربما ..ولكن!! أيعقل أن تخونها مثلما فعلت معي؟!..
مازلت أسألك :
-أتحبني؟
مازلت تجيب:
-أحب هذا الوطن وأحبك
لكنهم يقولون عنك مجرم..أيعقل أن تكون كأولئك الذين تتقاطر أيديهم بدماء أبرياء..أيعقل أن تفكر بقت...
مازلت أسألك:
-أتحبني؟
مازلت تجيب:
-أحب هذا الوطن وأحبك.
ولكنك تفكر بقتلها..ألأنك تحبها كثيرا..ألهذه الدرجة تعشقها..ليتني كنت مكانها..لكنها لا تحبك..وأنا أحبك..ولا أرغب أن تدنس يدك بدم امرأة أكرهها..دعها، إنها لا تستحق التضحية منك، إنها امرأة للرجال كلهم،وهي غريمة للنساء كلهن..وعندما تقتلها لا أحد سيصدق أنك تحبها،عندما تقتلها سيتهمونك بالخيانة ....
...وسأخسرك للأبد..أرجوك لا تفعل..لا تفعل بحق حبنا إن كنت ماتزال تحبني
فتجيبني:
-لكني أحبها أكثر مما أحبك أنت..
الآن وصل كرهي إلى قمته..
بيان رقم (1)
الموضوع لا يهم
إلى السيد:..
سيدي المسؤول..
إن الملف المطروح في المحكمة تحت عدد(؟)
ملف يا سيدي ، صحيح ببياناته وأوراقه كلها..
أطلب منكم سيدي إعادة فتحه وأنا أعلم أن القانون مرجعكم والحق ملهمكم والعدل سبيلكم..
أصبحت واثقة أن بياني سيسمع دون الحاجة إلى أحد الرجال الواقفين ليوقع مكاني.
وفقكم الله لكل ماهو حق..وآسفة إن قلت :
-ليسقط هذا الوطن
توقيع
زوجة رجل خائن ومجرم.
ثم فجأة وصلني خبر اغتيالك..كانت ليلة دون قمر استنزفت فيها آخر صور الحب..هذه الليلة لن أصعدإلى سطح المنزل فالسماء لم تعد جميلة./.
انتهت
******""""
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق