الجمعة، 3 يوليو 2020

قصيدة ضيعت عمري بقلم / نقموش معمر

قصيدة ضيعت حياتي 
////////////////////////
كانت بانتظاره خارج القاعة بعد أن قدمت له وردة حمراء، ليخرج من قاعة المحاضرات أين أنهى تقديم آخر أربع قصائده الشعرية، اقترب منها وهو يحملها بين أصابعه، بينما هي كانت تراقب خطواته وتتبع نظراته نظرة، نظرة، بتلهف المنتظر المشتاق.
قالت أنجلس هنا فوق هذا الكرسي؟ هيا تفضل، لم يقل إلا بضع كلمات ...
ـ كيف حالك ؟.
ـ بخير 
ثم ساد الصمت قليلا .
ـ أ تعرف آخر قصيدة أهديتها لي ؟
ـ لا ...
ـ تلك التي صعدت بها إلى السماء، جلت بها بلدان العالم، كانت عذبة في كلماتها رقيقة في معانيها محكمة في تتابع نغماتها ، أدركت بعدها حلاوة الحياة وطعم الدنيا ، فمعك أنا لم أزل أتذكر أنها كانت قوية لا يمكن لشاعر أن يؤلف مثلها ، ريما هي احدي المعلقات التي جاء ذكرها في تاريخ الشعر والشعراء ، لو يراها النقاد تجف أقلامهم في الحديث عنها .
ـ يا ..أنا لا أتذكر أني كتبت قصيدة وأهديتها لك ، كل قصائدي للناس كافة لا أخص بها أحدا، أنا يا ...لا أعلم أن لي قصيدة جميلة ،لأنني أكتب للحرب والنار والرصاص، كل ما أكتبه به دم ودمار وخراب، قصائدي مثل الليل مثل الريح، وريما هي الظلام نفسه، لا يمكن أن تكون معلقة جميلة ولا يمكن لها أن تستهوي النقاد.
يا ...قصائدي تشبهني، فانا لا أهدأ في مكان ولا على حال، غاضب، ثائر، انسان طلق متعة الحياة من أجل تحرير الشعوب، فأرجوك لا تقرئي كلماتي ولا تقلبي صفحاتي، نظرت إليه وتنهدت، سقطت الدموع حاولت أن تخفيها بشعرها الطويل، ثم حدثته حديث القلب للقلب، آه يا ...لو تعلم أن أول قصيدة أهديتها لي كانت قبلة سلبت حياتي.
نقموش معمر الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التماس بقلم // صاحب ساجت

.              (إِلْتِماسٌ) يا سَطْوَةَ ٱلنَّفسِ؛ عَلىٰ أَهْلِها... أَنَا ٱلآنَ حُرٌّ، عَتِيقٌ، مُتَفَلِّتٌ مِنْ رِبْقِكِ لِفَضاءٍ آخَرٍ... ...