الخميس، 11 يونيو 2020

الشغب غشاء بكارتهم بقلم / الشاعر الجزار الأنيق

**الشَّعْبُ غِشَاءُ بَكَارَتِكُمْ **

خَلُّوهَا 
كَلَيَال ٍ حَمْرَاءٍ عَابِرَهْ
أَنْ تَجْلِسَ فِي عَرْشِ الدَّوْلَةِ
عَاهِرَهْ
وَ دَعُوا الْخُنْثَى قَائِدَ عَسْكَرِهَا 
وَ الْقَوَادَ رَئِيسَ حُكُومَتِهَا الْفَاجِرَهْ
وَ دَعُوا كُلَّ زُنَاةِ الَّليْلِ نُوَابًا 
فِي أُمَّتِنَا
وَ بُيُوتَ دَعَارَتِنَا أَحْزَابًا 
بِمَقَاعِدِ مَجْلِسِكُمْ ظَافِرَهْ
وَ دَعُوا طَبَّالًا بِوَزَارَةِ إِعْلَامِهَا
وَ الْحَجَّامَ وَزِيرَ ثَقَافَتِهَا الْفَاجِرَهْ
وَ العَرَافَ وَزِيرَ عَدَالَتِهَا
وَ العَطَّارَ وَزِيرَ الأَوْقَافِ
وَ فِي الدَاخِلِيَّةِ بَادِي غَارْدَ غُرْفَتِهَا الْعَامِرَهْ
فَعَسَى أَنْ تَتَطَهَّرَ يَا وَطَنِي
مِنْ كُلِّ جَنَابَةِ سَاسَتِنَا
مِنْ كُلِّ نَجَاسَةِ 
قَادَتِنَا
وَ عَسَى أَنْ تُصْبِحَ دَوْلَتَكُمْ طَاهَرهْ
وَ لَعَلَّكَ يَا وَطَنِي 
تَتَمَلْمَلُ
تَتَزَحْزَحُ مِنْ وَحْلِكَ هَذَا
فَحَمِيرُكَ عَاجِزَةٌ
عَنْ جَرِّ الْقَاطِرَهْ
إِنِّي أَلْعَنُ سَاسَتَكُمْ
أَلْعَنُ قَادَتَكُمْ
أَلْعَنُ دَوْلَتَكُمْ 
إِنِّي أَلْعَنُ دِينَ مِّكُمْ
يَا وُجُوهَ الخَاصِرَهْ
*******************
يَا وَطَنِي
رِفْقًا 
بِالمَوْمَسِ وَ البَاغِيَهْ
لِلْمَوْمَسِ ظِلُّ الْقَوَادِ فَقَطْ
لِلْحَاكِمِ عَيْنُ الْقَوَادِ
وَ أُذْنُ الذِّئْبِ
وَ أَنْفُ الْكَلْبِ 
فَمُ الشُّعَرَاءِ 
وَ دَقْنُ الدَاعِيَه ْ
يَا أَصْحَابَ مَعَالِي
وَ دَوَالِي  
يَا كِرْشًا وَ مُؤَخِّرَةً 
بَيْنَ الأَخْمَصِ وَ النَّاصِيَه ْ
لِمَقَامِكُمُو الْعَالِي
إِصْبَعَ بَطْنِي 
لِمَعَالِيكُمْ كُلَّ سِبَابِ أَزِقَتِنَا
لِفَخَامَتِكُمْ
كُلَّ شَتَائِمِنَا النَّابِيَه ْ
يَا وَطَنِي
لَا حَرَجَ الْيَوْمَ عَلَى
الْحَاكِمِ وَ الْغَانِيَه ْ
تَتَسَاوَى فِي بَيْعِ الأَرْضِ 
وَ بَيْعِ الْعِرْضِ دَعَارَتُكُمْ 
الشَّعْبُ غِشَاءُ بَكَارَتِكُمْ
الأَرْضُ نَقَاءْ بَكَارَتِكْمْ
القُدْسُ عَرِينُ بَكَارَتِكُمْ 
هَذِي لَيْلَةُ دُخْلَتِكُمْ 
وَ الفُسْتَانُ الأَبْيَضُ رَايَتُكُمْ
رَفْعُ أَيَادِيكُمْ فَوْقَ سَرِيرِ 
عُرُوبَتِكُمْ
أَحْقَرُ 
أَوْسَخُ 
أَوْطَى 
مِنْ رَفْعِهِمَا جَهْرًا
أَفْخَاذُ الزَّانِيَه ْ
*******************
يَا وَطَنِي 
يَا شَعْبَ حَظِيرَتِنَا 
يَا خِرْفَانَ زَرِيبَتِنَا 
يَا إِسْطَبْلَ عُرُوبَتِنَا
فِيكَ الْمِرْيَاعُ المَخْصِيُّ أَمِيرْ
إِجْتَمَعُوا  فِي الْقِمَّةِ
نَبْحًا وَ نَعِيقَا 
وَ خُوَارًا وَ نَهِيقَا
بَيْنَ مَلِيكٍ رَئِيسٍ وَ أَمِيرٍ وَ سَفِير ْ
وَ تَجَامَعْتُمْ وَ الْجَلْسَةُ مُغْلَقَةٌ
أَلْفَ جِمَاعٍ وَ جِمَاع ْ
وَ تَحَايَضْتُمْ  وَ تَوَاقَعْتُمْ  
وَ تَنَاكَحْتُمْ 
لِيَظَلَّ
مَخَاضُ الْقَحْبَةِ سِرُّ كَبِير ْ
فَجَنِينُ سِفَاحِكَ يَا وَطَنِي
إِبْنُ حَرَامٍ
أَثْقَلَ بَطْنَ عُرُوبَتِنَا
مَزَّقَ مِهْبَلَ نَخْوَتِنَا
فَتَهَانِينَا أَلفْ تَهَانِينَا
مَوْلُودُكَ تَوْأَمُ دَوْمًا يَا وَطَنِي
مِنْ أَوَّلِ بَطْنٍ 
وَ لِآخِرِ بَطْنٍ
فَأْرُ صَغِير ْ
يَا حُجَّاجًا بَيْنَ صَفَا التَّهْوِيدِ
وَ مَرْوَى التَنْصِير ْ
هَلْ بَاتَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ فِي وَاشِنْطُنْ 
وَ الْجَمَرَاتُ السَّبْعُ بِكَفِّ ضَرِير ْ
الْبَيْتُ الأَبْيَضُ كَعْبَتُكُمْ
وَ الجُّونِي وِيكَرْ  زَمْزَمُكُمْ  
جَبَلُ الصُّهْيُونِ لَكُمْ
عَرَفَاتٌ أُخْرَى
وَ الْقُدْسُ ذَبِيحَتُكُمْ قَبْلَ طَوَافِ وَدَاعِ  أَخِير ْ
بِمُحِيطِكُمُو لِخَلِيجِكُمُو
لِجَلَالَةِ تَيْسٍ
لِفَخَامَةِ عَنْزٍ
لِمَعَالِي بَعِير ْ
إِنِّي أُلْقِي شِعْرِي  
فَوْقَ ظُهُورِكُمُو  بَرْدَعَةً
أَنْثُرُ حَرْفِي قَمْحًا وَ شَعِيرًا
فَهَنِيئًا وَ مَرِيئًا
يَا أَصْحَابَ سُمُوِّ بِغَالٍ 
وَ حَمِير ْ
 ****************
مَاذَا يَبْقَى فِيكَ أيَا وَطَنِي
لمَّا تُولَدُ نِصفُ قَصَائِدِنَا
فِي هَامِشِ دِفْتَرْ
و يَمُوتُ النِّصفُ الآخَرُ فِي الزِّنْزَانَةِ وَ المَخفَرْ
كَيْفَ سَأنْشُرُ شِعرِي فِيكَ أَيَا وَطَنِي 
كُلُّ قَصِيدَةِ شِعرٍ 
تَحتَاجُ  إِلَى اسْتِدْعَاءٍ
وَ إِلَى اِسْتِنْطَاقٍ  
وَ إِلَى مَحْضَر ْ
أَنْ تَخْضَعَ لِلتَّحْقِيقِ 
وَ لِلتَّدْقِيقِ
وللغُرْبَالِ 
تُفَتَّشُ أنفاسُكَ
أَحْلَامُكَ
أَفْكَارُكَ 
أَقْلَامُكَ
أَوْرَاقُكَ
تَحْتَ شُعَاعِ المَقْطِعِ
تَحْتَ المِجْهَر  ْ
و تُشَمْشِمَهَا كُلُّ كِلَابِ البُولِيسِ 
يُشَرِّحُهَا و يُفَصْفِصُهَا
وَ يُقَيِّمُهَا 
نُقادُ مَبَاحِثِ أَمْنِ الدَّوْلَةِ
إِعْرَابًا 
لُغَةً 
وَ بَيَانًا 
و عَرُوضًا 
وَ يُحَلِّلُهَا شَرْعًا
مُفْتِي دَوْلَتِنَا الأَكْبَر ْ
فَقَصِيدَةُ شِعْرٍ فِي بَلَدِي
مِثْلَ البَيْعَةِ تُوغِلُ إِسْمَكَ بَيْنَ بِطَانَةِ مَوْلَانَا
مِثْلَ الَّلعْنَةِ
تُوصِلُ جِسْمَكَ لِلنَّقالَةِ لِلسَّلَخَانَةِ
للثَّلَاجَةِ 
لِلْمَنْفَى لِلْمَهْجَر ْ
لِيَظَلَّ الشَّاعِرُ فِيكَ أَيَا وَطَنِي 
بِأَصَابِعِ كَفِّهِ
كَامِلَةً
لَابُدَّ وَ أَنْ يَأْكُلَهَا
كَيْ يَتَكَمَّمَ مُنْبَطِحًا 
وَ يَمُدُّ غِشَاءَ بَكَارةِ شِعْرِهِ لِلْحَاكِمِ
يُخْصَى كَالْغِلْمَانِ وَ كَالبَغْلِ 
و يَحْيَى قَوَّادًا خُنْثَى
رَاقِصَةً بِبَلَاطِ القَيْصَر ْ
يَتَغَنَّى بِالسُّلْطَانِ وَ بِالأُمَرَاءِ وَ بِالرُّؤَسَاءِ 
وَ إِنْ جَاعَ الشَّعْبُ
يَقُولُ المُفْتِي:
إِنَّ اللهَ يَقُولُ :
(( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا )) .
مَا دَخْلُ الحُكَّامِ  أَ أَنْتَ بِرَبِّكَ تَكْفُر ْ ؟؟؟
حَتَّى إِنْ بَالُوا 
فَوْقَ وُجُوهِ 
وَ فَوْقَ رُؤُوسِ الشَّعْبِ 
سَيُقْنِعُنَا شُعَرَاءُ القَصْرِ
بِأَنَّ مِيَاهَ الحَاكِمِ أَطْهَر ْ
حَمْدًا لِلََهِ
و شُكْرًا لِلَّهِ عَلَى
غَيْمَةَ مَوْلَانَا لَمَّا تُمْطِر ْ .
******************
يَا وَطَنِي يَا وَطَنَ 
الْغُرْبَةِ وَ الْوَحْشَةِ وَ الْعُزْلَه ْ
فِيكَ الْعُصْفُورُ غُرَابٌ
وَ ذُبَابُ الْقَصْرِ عَلَى هَيْئَةِ نَحْلَه ْ
شَيْخُ نِكَاحِ الدَّوْلَةِ قِدِّيسٌ
وَ الشَّاعِرُ زِنْدِيقُ الْحَرْفِ 
وَ كَافِرُ جُمْلَه ْ
مَاذَا يَبْقَى فِيكَ أَيَا وَطَنِي
حِينَ يَقُصُّونَ أَظَافِرَنَا
فِي كُلِّ صَبَاحٍ
فِي كُلِّ مَسَاءٍ
كَيْ لَا نَجْرَحَ بِالشِّعْر ِ شُعُورَ الدَّوْلَه ْ
أَنْتَ بِشِعْرِكَ يَا عَنْثَرَةً 
تُزْعِجُ أَسْيَادَ قَبِيلَتِنَا
تَتَغَزَّلُ فِي عَوْرِتهَا
وَ تُعَرِّي دَوْلَتَنَا الْعَبْلَه ْ
مَاذَا يَبْقَى حِينَ نَرَى كُلَّ الأَشَيَاءَ
عَلَى غَيْرِ طَبِيعَتِهَا
نَتَوَجَّسُ مِعْطَفَنَا الشَّتَوِيْ فِي زَاوِيَةِ الْغُرْفَةِ أَنَّهُ مُخْبِرُنَا السِّرِّيّ
وَ فَوَاتِيرِ الْبَلَدِيَّةِ إِسْتِدْعَاءً رَسْمِيّْ
وَ نَرَى نَقْشَ الْحِنَاءِ عَلَى كَفِّ عَرُوسٍ
نُسْخَةَ حُكْمِ عُقُوبَةِ إِعْدَامٍ
نَتَوَسْوَسُ حَبْلَ الْمِشْنَقَةِ الْمَجْدُولِ لَنَا
يَتَدَلَّى بِضَفَائِرِ طِفْلَه ْ  
قَدْ سَبَكُوا مِنْ آذَانِ ضِبَاعِ الْمَخْفَرِ فِي الْمَطْعَمِ 
شَوْكَاتٍ
وَ سَكَاكِينَا
عَجَنُوا كُلَّ خَيَاشِيمِ كِلَابِ الشُّرْطَةِ
أَطْبَاقًا وَ فَنَاجِينَا 
يَتَجَلَّى الْمُخْبِرُ كُرْسِيًّا بِالمَقْهَى
يَتَقَمَصُ دَوْرَ الذِّبَانَةِ فَوْقَ الرَّغْوَةِ 
أَوْ فَوْقَ السُّكَرِ شَكْلَ النَّمْلَه ْ
سَأُقُولُ لِضُبَّاطِ التَّحْقِيقِ بِأَنِّي
سَأمُوتُ كَمَا السَّاطُورِ كَمَا السِّكِّينِ 
عَلَى نَفَسِ الْقِبْلَه ْ
لَنْ أَرْكَعَ يَوْمًا  
بِالشِّعْرِ عَلَى كَفِّ السُّلْطَانِ لِأَكْتُبَ قُبْلَه ْ
أَتَبَوَّلُ فَوْقَ مَحَاضِرِكُمْ
فَوْقَ مَحَاكِمِكُمْ
فَوْقَ أَيَادِي كُلِّ قُضَاةِ نِيَابَتِكُمْ
لِأَنِّي أَحْمِلُ أَقْلَامِي نَصْلًا
لَا أَكْتُبِ بِالْمِزْمَارِ وَ طَبْلَه ْ
سَأَقُولُ لَهُمْ 
فِي غُرَفِ التَّعْذِيبِ بِأَنِّي
أَتَنَفَّسُ عِشَقَ الْأَرْضِ
وَ شَرَايَانِي يَمْتَدُ عَلَى نَهْرِ أَبِي الرَّقْرَاقِ إِلَى النِّيلِ إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِ حَتَى دِجْلَه ْ
لِكِلَابِ البُولِيسِ بِأَنَّ زَئِيرَ الشَّعْبِ 
يَفُوقُ نُبَاحَ مَبَاحِثِ أَمْنِ الدَّوْلَةِ
فَوْقَ التَرْهِيبِ وَ فَوْقَ التَّعْذِيبِ
وَ فَوْقَ الْمَنْعِ وَ فَوْقَ الْقَمْعِ
وَ يَكْسِرُ أَنْيَابَ الْحَمْلَه ْ
وَ بِأَنَ صُرَاخَ الزِّنْزَانَةِ أَشْرَفُ مِنْ كُلِّ نَشِيدٍ وَطَنِيٍّ
وَ قَمِيصُ الْوَطَنِ اْلعَرَبِيِّ الْمَقْدُودِ عَلَى ظَهْرِ عُرُوبَتِنَا 
أَطْهَرُ مِنْ عَلَمِ الدَّوْلَه ْ .

الشاعر الجزار الأنيق

هناك تعليقان (2):

  1. اه يا وطني الجريح من زمن الراشدين الي يومنا هذا
    ما زلت يا وطني تنزف وجع ودماً،
    قلنا لقد ارتحنا منهم؟ فجائنا الملوك ولحكام قلنا لعل ارتحنا، للكنها ازدادت سواء، ولم تنتهي ذاك القذاره
    من جيل الى جيل تتصاعد قذارتهم يوم بعد يوم
    وتشتد رائحتها الكريها اكثر واكثر،
    اخي الجزار كل ما سطرت اناملك بحق هذه الامه الحاكمه ما هو الى نقطة ماء في محيط
    سلمت يداك وادام عطاك بدفاع عن الغلابه والمساكين

    ردحذف
  2. جمعت في قصيدتك هذه كل ما عرفناه عند مظفر النواب وأحمد مطر ونزار قباني من إبداع وجرأة في تعرية الواقع العربي المزري وكشف عوراته، أحسنت التصوير وأجدت التعبير.

    ردحذف

التماس بقلم // صاحب ساجت

.              (إِلْتِماسٌ) يا سَطْوَةَ ٱلنَّفسِ؛ عَلىٰ أَهْلِها... أَنَا ٱلآنَ حُرٌّ، عَتِيقٌ، مُتَفَلِّتٌ مِنْ رِبْقِكِ لِفَضاءٍ آخَرٍ... ...