الجمعة، 10 يوليو 2020

الحب وأشياء أخرى بقلم / عبده رشيد

الحب وأشياء أخرى /ذ عبده رشيد
اقتحم عليها الغرفة مثل ثور هائج بعدما كاد يخلع الباب من الرتاج وصراخه يصم الآذان.صاح في وجها صيحة غضب عارم وهم بتعنيفها.احتمت بالصغير من أطفالها قبل الكبير وردت عليه في مثل صراخه وزيادة.عبثا أخضعها وأخرس لسانها السليط،هددها بالطلاق ثم قصد الباب مسرعا.هبت في أثره تولول بلكنة ملها ويئس منها،مشعثة الرأس وثدياها يكادان يسقطان من صدرها.
"جري جراك ،الله يجعل البركة فالمدونة" متحديته. ارتعدت فرائصه واستشاط غيظا ثم توارى عن الانظار يغمغم ويبصق في كل إتجاه.غادر ولم يعد إلا بعد مدة قضاها في فندق شعبي متعدد الخدمات.وجدها عند عتبة الغرفة تنتظر قدومه كما المعتاد.طل عليها بوجه بشوش وقد عاد محملا.متبسما أخرج من عب جلبابه كيسا من"البلاستيك" وعيناه في عينيها.
-"آش فلكيس؟"بنبرة خفية ومحيا امتزجت فيها أسارير الفرح بوجوم التأفف.
_" هادوك خدود مراتي"بومضة غزل خاطفة.ناولها تفاحة متعمدا لمس يدها بأطراف أصابعه.تربت على كتفه وتقضم التفاحة قضمة أسالت لعابه.مشهد تكرر مرارا وتنوعت تفاصيله حتى صار حديث غرف الكراء المجاورة.يغلقان عليهما باب الغرفة وقد خلت من الصغار تلك العشية.
رغم كثرة الخلافات وصور العنف اللفظي والجسدي استمرت الحياة الزوجية بينهما بين مد وجزر لكنها لم تنفصم عراها يوما عكس ما يقع اليوم الطلاق عند أول صدام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التماس بقلم // صاحب ساجت

.              (إِلْتِماسٌ) يا سَطْوَةَ ٱلنَّفسِ؛ عَلىٰ أَهْلِها... أَنَا ٱلآنَ حُرٌّ، عَتِيقٌ، مُتَفَلِّتٌ مِنْ رِبْقِكِ لِفَضاءٍ آخَرٍ... ...