الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

التماس بقلم // صاحب ساجت

.
             (إِلْتِماسٌ)
يا سَطْوَةَ ٱلنَّفسِ؛
عَلىٰ أَهْلِها...
أَنَا ٱلآنَ حُرٌّ،
عَتِيقٌ،
مُتَفَلِّتٌ مِنْ رِبْقِكِ
لِفَضاءٍ آخَرٍ...
في مَملَكَتِي!
يا سَطْوَةَ ٱلنَّفسِ...
عَلىٰ فِراقِ ٱلأَحِبَّةِ،
صَبْرٌ إٍبْنُ دِنَانٍ...
عُتِّقَ ٱلعُمْرَ كُلَّهُ،
شَرِبْتُهُ،
غَرِقْتُ في ثُمَالَتِهِ
لَمْ أَسْكُرْ
وَ لَنْ أَنْسَىٰ...
فَصَهِيلُ ٱلمُهْرِ مِنَ ٱلبُعدِ،
حَقِيبَةً يَأْتِي...
نايًا وَ حَنِينًا!
  (صاحب ساچت/العراق)

الاثنين، 21 سبتمبر 2020

-----{رَسائِلٌ مِنْ حَبِيبِها}----- بقلم // صاحب ساجت

-----{رَسائِلٌ مِنْ حَبِيبِها}----- 
 هٰذِهِ رَسائِلٌ وُجِدَتْ في ذاكِرَتِهِ...

1- وَ ٱللّٰهِ... جَمْرَةٌ حَمْراءٌ
    هٰذِهِ ٱلنَّجْمَةُ ٱلَّتِي هَوَتْ!
     سَقَطَتْ عَلىٰ رَأْسِي؛ 
     أَحْرَقَتْ ما أَحْرَقَتْ
     وَ قَلْبِيَ ٱلمِرْتاحُ-
     جالِسٌ عَلىٰ أَرِيكَةٍ.. جِوارِي!

2- في زَوايا بَيْتٍ مَهْجُورٍ
     تَوَطَّنَتْ دِيدانُ ٱلأَرضِ،
     وَ لِصُوصُ ٱلمَوتَىٰ...
     بَيّنَما أَحْجارُ ٱلبَيْتِ عامِرَةٌ
     بِٱلشُّؤمِ وَ ٱلفُوضَىٰ!

3- رُدِّي عَلَيَّ...
    مُشْتاقٌ كَثِيرًا،
    لَمْ أَعُدْ أَطِيقُ لَحْظَةَ فراقِ
    لَـمْلَمْتُ حُزْنِي وَ أَشْتاتِي، 
    وَ هَيَّئْتُ حالِي...
    لِأَجْمَلِ عِناقِ!
 
4- قالَ عَرّافٌ -            
    إذا خانَتْكَ ذاكِرَةٌ
    حاوِلْ أَنْ تَتَذَكَّرَ نَفْسَكَ،
    وَ إنْ تَذَكَّرْتَ ٱلأشياءَ جَمِيعًا...
     دَعْها...
    لا تَتْعَبْ؛
    تَذَكَّرْ.. إنَّكَ تَعْرِفُ نَفْسَكَ!

5- يٰا أَعَزَّ مِنْ قَلْبِي...
    خَوْفِي عَلَيْكِ مِنْ هَمِّ ٱلسِّنِينِ
    هٰاتِي ما تَحْمِلِينَ...
    فَٱلمَسِيرُ غَيَّرَكِ 
    وَ تاهَ عَلَيكِ 
    أيُّ ٱلبِقاعِ فِيها تَحِلِّينَ؟
    هٰاتِي...
    فَلَكِ فِي ٱلقَلِبِ 
    كَفٌّ تَضُمُّ يَدَيْكِ ٱلنَّدِيَّةِ
    وَ شِفَةٌ ذَبُلَتْ، 
    آهٍ.. لَوْ تَقْبَلينَ...!

  (صاحب ساجت/العراق)

الخميس، 17 سبتمبر 2020

ق.ق.ج سفر بقلم // صاحب ساجت

ققج... 
              ( سَفَرٌ )
 صَخْرَةٌ شاخِصَةٌ، حَوَتْ نقُوشًا وَ ذكْرَياتٍ لِرُعاةٍ وَ عابِرِي سَبيلٍ، وَهَنَتْ قُواهُ فَآوَىٰ إليها.. 
رَقدَ ، أخذَهُ التّعَبُ إلىٰ شاطِئ الأحْلامِ.
تَحَسَّسَتْهُ يَدٌ.. نَفضَتْ عَنهُ التُّرابَ، مَسَّدَتْ شَعرَهُ، لَمْ يَتجاوَبْ مَعَها، دَنَتْ إلىٰ صَدرِهِ، أيقَنَتْ أنَّهُ...
جَهَّزتْهُ، عَفَّرَتهُ، كَفّنَتهُ بِثيابِهِ!
بَعدَ لَأيٍ فَكَّ قَيْدَهُ، اِنْسَلَّ مِنْ حُفرَةٍ تَكَوَّمتْ عَليها أَحْجَارٌ، نَظَرَ حَوْلَهُ؛ ظُلمَةٌ حالِكةٌ، تَطَلَّعَ إلىٰ السَّماءِ.. نُجُومٌ تَتَسامَرُ وَ شِقَّةُ بَدْرٍ تَلفُّها هالَةٌ تُثِيرُ شُجُونًا...

  (صاحب ساجت/العراق)

الاثنين، 14 سبتمبر 2020

تقليد قديم جديدا بقلم // صاحب ساجت

.          تَقليدٌ قديمٌ.. جديدٌ!
   تَوطئةٌ:-
   الهَديةُ هي ما يُقَدَّمُ مِن شخصٍ أو عِدّةِ أشخاصٍ إلى آخر، اِحتفاءً بمناسبةٍ معينةٍ، و بشكلٍ طَوعيٍّ، دون مقابلٍ.
وَ هي لغةٌ- بحدِّ ذاتها- وَ فنٌ و ثقافةٌ!
وَ لدقَّةِ وَ اختصارِ تعريفِ (الهديةِ)
نُثَبِّتُ الآتي:-
هي:- كلمةٌ، ابتسامة، تحية، أُمنية، حِلْيَةٌ، زهرة، لوحة، قصيدة، عِطْرٌ، خَيْلٌ، كتاب، كِساءٌ، طعام... إلخ.
و هي شيءٌ معنويٌّ أو رمزيٌّ أكثرَ مِمّا هو ماديٌّ!
و هي تعبيرٌ نبيلٌ، سامٍ.. تَحملُ أشواقًا و عرفانًا لِمَنْ تُهدَىٰ لهُ. وَ انتقاؤُها يَعكسُ مقدارَ نسبةِ الحُبِّ وَ الأهتمامِ.
و لِلشعوبِ- على مَرِّ التأريخِ- فنونٌ في طرقِ اختيارِ و تقديمِ الهَدايا، بحيث باتتْ جزءًا مِن منظومةِ التعاملِ و التفاعلِ الأنسانيِّ، و تقليدًا و ثقافةً، يتطورُ بتطوّرِ الشعوبِ، و يَتغيرُ بتغيّرِ الزمانِ و المكانِ و المناسبةِ.
فالجنائنُ المعلقةُ في بابلَ-مثلًا-، و الاهراماتُ في مصرَ، و الذهبُ و الأحجارُ الكريمةُ، و هدايا الصِّينيّين، يَدويَّةُ الصّنعِ، و تنسيقُ الأزهارِ في أُوربا و غيرها... ما هي إلّا أنواعٌ مِنَ الهَدايا.
هَدَايا النّاسِ بَعضِهم لِبعضِ
           تُوَلِّدُ في قلُوبِهم الوِصالا
هكذا قالَ:- (ابو العتاهية)!
أصْلُ المَوضُوعِ:-
  " لَيسَ لَديَّ سِوَىٰ حرُوفٍ أقدِّمُها لَكِ، كَهديَّةٍ مُتواضٍعَةٍ..."
اِسْتَوقَفَني نَصٌّ لِكاتبتِهِ(ناهدُ بدران)، وَجدْتُ فيهِ صِدقَ الحرفِ المُنَمَّقِ بمشاعرِ المَحبَّةِ و الوِدِّ لِصديقتِها (لينا بو عطية) لمناسبةِ عيدِ ميلادِها، الذي عَلَّقَتْ عليهِ الكاتبةُ، بالجملةِ في أعلاه.
أَودُّ أنْ أضيفَ لهُ.. هذا التعليقَ المُتواضعَ.
 النَصُّ:- بِلا عنوان- كهدية.
الكاتبةُ:- ناهد بدران/ سوريا.
المصدرُ:- منتدىٰ.. توديـــا الأدبي. 
التعليقُ:- صاحب ساچت/ العراق.
النَصُّ هوَ:-
شَمسُ الصّباحِ  أشرقَتْ   مُتزلّفةً 
تَزفُّ  يومًا   ناصعًا   نَثَرَ   الصّفا
أيقونةٌ  كَمْ أيقظتْ حروفُها
فوقَ  الرُّبَىٰ  حُلمًا.. يَفيضُ    تَعفُّفا
و تَميسُ فراشةً تَحلمُ في بَثِّ    
السَّلامِ على السّطورِ   المُرْهَفَة
حروفُها   تَسقي   ديارًا   أجدبَتْ
و رحيقُها    شَهدٌ   سَمَا   بالمعرفة
لي في  مرايا  العَينِ  ألفُ   نبوءةٍ
في نَظمِ حَرفٍ وَ.. عَساني مُنصِفَة!
       (ناهد بدران/ سوريا)
   مِنَ البَدَهِي... الشّمسُ تشرقُ دائمًا كُلَّ صباحٍ على أهلِ الأرضِ، فَلا غَرابةَ في ذلك طالما - هي- تَجري بِحسابٍ و بمنازلَ و بآجالٍ دقيقةٍ...
(و الشّمسُ و القمرُبِحسبان) الرحمن/٥
فلولاها لَما زالتِ الظلمةُ، و هي - مع القمرِ- مِنَ النّعمِ الإلٰهيِّةِ، كمالُ نفعِهما في حركتِهما بحسابٍ لا يتغيرُ، معلومٍ للخلقِ، لأجلِ الزراعةِ و معرفةِ تعاقبِ الفصولِ. و هُما مُسخَّرانِ في الكونِ، يَسيران و يَتعاقبان، لا يَقِرّان في ليلٍ أو نهارٍ (و سخّرَ لكم الشّمسَ و القمرَ دائِبَين...) ابراهيم/ ٣٣.
    هُنا النّصُّ- موضوعُ التعليقِ- اِبتدأَ
بِلَفتَةٍ طَيّبةٍ و ذكيةٍ، مَفادُها:-
أنَّ يومًا أشرقَ، عنوانُهُ ميلادٌ جديدٌ، يَنثرُ الخيرَ و الأملَ فوقَ الرَّوابي، و مَعَ جداولَ تَفيضُ بالبشرى، و العَفافِ!
ما أجملَها مِنْ اِلْتِفاتةٍ و عنايَةٍ في تصويرِ شروقِ الشمسِ و ازاحةِ ظلمةِ سنةٍ مضتْ، و عامٍ قابلٍ!
هذا العامُ الجديدُ من العمرِ المديدِ...
 كالفراشةِ و هي تَتَنقّلُ بينَ الزهورِ المتفتحةِ تَوًّا،  لولاها لَما صارَ ثمرًا، و لا أمانًا، على سطورِ الدَّهرِ، و قرأناها...
بالأحرَى:- جَنَيْنا ثمرَها لاحقًا!
خاصةً و ان حروفَها كفيلةٌ بِسَقي ديارٍ
أجدبتْ و ظَمأتْ للمعرفةِ!
     هلْ هذا يَكفي؟
أقولُها دونَ تَردّدٍ... نَعمْ!
لقد وصلتْ هديةُ المُهْدِي إلىٰ المُهْدَىٰ لهُ! بكُلِّ أريحيةِ الإخلاصٍ و الوفاءِ لرابطةِ الصّداقةِ بينهما، و ذلك - لَعَمْرِي-
أسمَى آياتِ التّواصلِ الإنساني، و أكثرُها تعبيرًا و تقديرًا.. رمزيًّا، على الرّغمِ مِن أنَّ " مرايا العينِ " تَحتفظُ بآلافِ الصُّورِ و النبوءاتِ،  تَرجو لو أنّها أنْصفَتْها عَبْرَ تكثيفِ أحاسيسها في قالبٍ لغويٍّ، الهدفُ منهُ.. الإحتفاءُ بمناسبةٍ عزيزةٍ...
       بُورِكَتِ الهَديَّةُ، وَ مُرسلَتُها...
 و عامٌ سعيدٌ مُكَلَّلٌ بالتوفيقِ للصَّديقَةِ. 
            مَعَ أطيبِ التحياتِ.
         (صاحب ساچت/العراق)

الأحد، 13 سبتمبر 2020

رتابة بقلم // صاحب ساجت

.           رَتابَةٌ
ساعَةٌ
بِلا زَمَنِ،
بَقِيَتْ
عَلىٰ جِدارٍ
صُورَةً
غادَرَها
صِياحُ دِيكٍ
أَمْسَتْ
بَكْماءَ
بِلا شَجَنِ
جِثَّةً
لا إطارَ لَها
بِلا
وَطَنِ!
      (صاحب ساجت/العراق)

السبت، 12 سبتمبر 2020

سبيل المؤامرات بقلم // فتحي بوصيدة

سيل الؤامرات
الرّوائح علكة الطّين
سأقلّب المفردات و أبحث عن وصف
لأنّ العواصف تأتي بالمقعدين
و القدر مشدود إلى الجذع
تتراقص أمامه القردة
تنسحب الأرض في خجل
تدير بوجهها
تحجب عينيها بوشاح الغريق
تـهرول إليها الجواميس
تجرّ المحراث المخضّب بدم الثّعلب الماكر
على متن الإسفنجة الكبيرة
تركب الكلاب الحزينة
تعبر أمواج الدّموع
في ضحك هستيري
تاركة أبواب الفراغ حزينة
تريد قتل الأفق
و إقامة الجنائز للوعود القاتمة
لتودّع هواجس الحرب
على أنغام الرّاعي المسكين
تحت سحب رثّة الملابس
لنجاتنا لابدّ من أنغام جديدة
لتخرج الأفاعي من جحورها
سنمدّ المزمار بزفير طويل
لابدّ من كسب الحرب
بقلمي فتحي بوصيدة...تونس

الجمعة، 11 سبتمبر 2020

ينحاز العقل للإرادة الغالبة بقلم // فتحي بوصيدة

ينحازالعقل إلى الإرادة الغالبة في الإنسان فيتخلّى عن الخير و القانون الأخلاقي نحو الإنحدار الذي تهاوت إرادته لصالح إرادة الشّرّ الماكرة...
بقلمي... فتحي بوصيدة
=====المجموعة الثانية من القصص القصيرة جدا:
1) انحياز
مع زملائه يتابع نشرة الأخبار يعلّق رافضا سياسة الضّباط ..
حين يخلد إلى النّوم تلتهم أحلامه الكوابيس..
مظاهرات، كرّ و فرّ، قنابل مسيلة للدموع..
يصرخ آمر كتيبته: استعملوا الرصاص الحي..
لما أطلق طلقته الوحيدة؛ قتل حلمه الوحيد الذي نجا من الكوابيس، حين خرج بزيّه المدني.
2)المولود الجديد
فاجأها ردّه المباغت حين رآها ترتّب دولاب الملابس..
بكت في قاع حسرتها؛ فيما ظلّ فستان الزّفاف يكذّب ما يراه.
3)الأرض
تتهاوى الصواريخ تدكّ كل جدار يحاول الصمود..
لم ينتهي عواء الرّصاص بعد.. الجدار مازال يئنّ…
و فيما يقترب الظلّ.. يقتفى آثار الدّماء؛ تصدّع الجدار مستغربا..
يضحك و يضحك ..
كما لو تعرّف إلى الذئب..
4)صراع
الموقع كلّه طين، ضمن العاجزين تمدّ يدها لتشكّل منه هيأتها وهيأة ابنها الوحيد..
حين انتهت من ذلك، حملته بيسراها..
تحاول الخروج من الوحل تكابد عجين الأرض، سرى إليها بعض الوهن..
و فيما استندت إلى قدرها، بُتِرت يمينها؛ ساحت مع الطين.
5) مُسيّر
في فوضي الأحزان و زحمة التفكير أخذت أهلوس..
فصلت رأسي عن جسدي و ألقيته في البرّاد إلى جانب اختياراتي..
أنتظر..يرتعش جسمي المنهك.. و فيما هممت للتعديل درجة التبريد، ساحت
يدي على الأزرار..!
6) مراجعات
حين طوّق الفايروس المدينة..جلست إلى عمري..
جعلت أصنف أيامي إلى لونين.. بالكاد أعثر على يوم أبيض..
أما القاتمة فكانت الأكثر عددا.. و فيما طال الحجر تمكنت من استرجاع ما قد حُذف
من ذاكرتي، اكتسحني الأبيض، كم كان العالم الخارجي غارقا في السّواد.

التماس بقلم // صاحب ساجت

.              (إِلْتِماسٌ) يا سَطْوَةَ ٱلنَّفسِ؛ عَلىٰ أَهْلِها... أَنَا ٱلآنَ حُرٌّ، عَتِيقٌ، مُتَفَلِّتٌ مِنْ رِبْقِكِ لِفَضاءٍ آخَرٍ... ...