عقارب(بقلم ذ عبده رشيد)
حسبتها تجر خلفها غيمة مثقلة فلاحت على الفور بوادر الفرج وانتعشت الآمال،فقلت في نفسي متفائلا :
"ربما تكون عارضا ممطرنا خيرا وبركة"
هبت نسيما عليلا فحركت بلطف الشجر الخامل وأسقطت عنها رداءها البالي..
نفخت بقوة فاقتلعت الأغصان والفروع..
دوت،زمجرت فأحدت دمارا شاملا..
ركبت أمواج البحر علني أبلغ نهايتها وما بلغت..
وليت ظهري للسحب الصفراء العقيمة وسافرت مع الرمادية الكثيفة لكن سرعان ما تلاشت واضمحلت...
حلقت على جناح "شاهين"وارتفعت إلى أبعد طيران وفي النهاية اضطررت إلى هبوط سريع ولم أبلغ نهايتها.
بعد أن هبت وهبت دب التعب إليها أخيرا،فأخذت ألطف وألطف.هدهدت نفسي للراحة وهيأتها مع قدوم أقدام قيل عنها مباركة،لم تكن غير أقدام سوداء مقيتة،أينما مرت نشرت القتامة والسواد ولا من يقوى على مجابهتها.نزعت عني ردائي مثلما تنزع الشجرة رداءها بالخريف منشدا لا شئ يحبسها ما شاءت فعلت وحيثما سارت تبعت.أبيت إلا أن أتبعها ولتفعل به ما شاءت محملة كانت أم مرسلة.
فمن يقو على مجابهتها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق