الجمعة، 10 يوليو 2020

الأمير والأفعى بقلم / أيمن حسين السعيد

الأمير والأفعى.ق.ق بقلمي.أ.#ايمن- حسين -السعيد...إدلب..سورية.

في زمن ليس ببعيد، وفي قرية ......من قرى الريف السوري، كان يعيش واحد من أولئك المتخمين بالثروة، فهو.... موظف في إدارة الجمارك السورية، كان الناس يطلقون عليه لقب الأمير عن غير جدارة.
كان هذا الأمير متعجرفاً، قاسي القلب ،سليط اللسان متعالياً متكبراً على جميع أهل قريته،كما أنه كان بخيلاً لايحب الخير للآخرين،ولأن مهنته...... كانت استغلال وسرقة تجار يتعاملون ببضائع متنوعة عبر الحدود،فقد جنى ثروة طائلة، جعلته من كبار الأغنياء، مزرعته القابعة في أعلى نقطة من القرية،كقصر فخم، مزجج ببلور مفيم يرى عبره من داخله من في خارجه، ولا يرى من في الخارج من  في داخل هذا القصر.
هذا القصر  الجميل ....ازدحمت ممراته بمربعات رزم النقود الشاهقة من فئة الخمسمائة ليرة سورية (أم طربوش) كان كل مربع يحتوي على مبلغ ثلاثة ملايين ليرة سورية......متراصفة جنبا إلى جنب كأنها ثلة من حرس الشرف الواقف استعداداً لأداء..مراسم التحية،
أحاط قصره بسور كبير لايمكن اختراقه بالإضافة إلى تركيبه كاميرات تلفزيونية، مضيفاً له شريطاً شائك مكهربٌٌ...على طول السور، وشيد.. في كل زاوية من زوايا السور..بيوتاً صغيرة من صفائح التوتياء بما يشبه خم الدجاج لكلابه الشرسة،ولأنه من حديثي النعمة فإن صاحبنا لم يشذ عن القاعدة ،فكان يتغنى بين الحين والآخر بخزائنه الملأى بسبائك وأونصات الذهب وقصره الأجمل الذي يعتبر فريدا من نوعه في جميع أرجاءالمنطقة،بالإضافة إلى امتلاكه أربعة عشر منزلا في محافظات سورية الأربعة عشر وتقع في أرقى وأفخم الشوارع وأغناها.حتى وصل الأمر بصاحبنا إلى أن يقول عدة مرات أمام الناس كلمته المشهورة( الله يصاب بالفقر ولا يصيبني الفقر أنا)
شاء الله أن تموت زوجته البسيطةقبل اندلاع احداث الأزمة السورية بحوالي خمس سنوات وبعد فترة لابأس بها تم احالته على التقاعد..فيتعرف على امرأة حلبية جميلة ماكرة خبيثة لسانها يقطر عسل الشهد كما جسمها، ولكن أهل القرية كانوا يلقبونها بالأفعى الجميلة..
عمل بتجارة السيارات وكان بخيلا جدا على اولاده بسبب زوجته.... التي عملت على اقصائهم بحجة تحرشهم بها فطردهم ،وحرمهم من مرتباتهم الشهرية  فانفضوا من حوله، ليسافروا إلى الخليج ولبنان مما حدا بالأفعى الجميييلة أن تدخل إخوتها في حياة زوجها، وتفرضهم عليه وبدأوا يرسمون له المشاريع تلو المشاريع وجرار الذهب مرابحها تلو الجرار....
وثق بهم..بتأثير سحر الأفعى الجمييلةوبدأت عملية الكذب والمطمطة في تنفيذ معامل غزل ومشاريع سياحية وغيرها من المشاريع..حتى قامت أحداث الأزمة السورية...ولم يبق لديه في قصره إلا خزنة حديدية..بعرض مترين وبارتفاع مماثل وفيها جميع أونصاته الذهبية، وكانت هذه الخزنة الوحيدة التي لم يثق صاحبنا بشأنها في زوجته الجميييلة..
إخوة الزوجة الجميييلة الأربعة منذ الساعة الأولى لإندلاع الأزمة...السورية ....سافروا عبر مطار حلب الدولي بعد وضع ما أخذوه من زوج أختهم في بنوك تركية وحسب الأقاويل والشائعات بلغت ما يقارب خمسمائة مليون دولار..
صاروخ لا يٌعرف مصدره اخترق قصره مردياً...إياه صريعاًومتسبباً في فتح الخزنة الحديدية...زوجته نجت من استهداف ذلك الصاروخ....
دفنت زوجها دون إعلام أولاده.....استدعت أزواج أخواتها...وأخواتها لمساعدتها في نقل وتصريف الأونصات الذهبية.......ليسافروا جميعهم عبر تركية وليصل الجميع إلى ألمانيا...
اليوم يمتلكون جميعهم ارقى المطاعم...الشهيرة بالمأكولات الحلبية...بالإضافة الى عدد من الملاهي والبارات في هانوفر.....وهامبورغ وفرانكفورت...لم يبق لهذا الأمير...شيء بل ولم يأخذ معه من كل هذا شيئاً معه يعطيه لربه...الذي ادعى كفراًوبهتاناً أن يصيبه الفقر....
أما ما تبقى من ثروة له ...فلا أحد يعرف ماآلت أمورها...ولكن الزوجة الجميلة تقبض إيجارات البيوت في المحافظات بموجب وكالة خاصة قانونية.. عبر حوالات مالية...وأولاده جميعاً.... لا أحد يعرف عنهم شيئاً ولا ما آل مصيرهم...وليس هناك اي خبر عنهم أما قصره فمدمرٌٌ ولا يوجد فيه إلا الكلاب التي توالدت فيه وأصبح عددها مايقرب المائة كلب...تحرس قصر الأمير المدمر....فهل يعتبر...أولو الألباب!!؟؟.

بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التماس بقلم // صاحب ساجت

.              (إِلْتِماسٌ) يا سَطْوَةَ ٱلنَّفسِ؛ عَلىٰ أَهْلِها... أَنَا ٱلآنَ حُرٌّ، عَتِيقٌ، مُتَفَلِّتٌ مِنْ رِبْقِكِ لِفَضاءٍ آخَرٍ... ...